يوم بعد يوم قد أيقنت
و عرفت إنك قد أبيت
أن تكمل ما معي قد بدأت
تركت قلباً ركع أمامك
تشوهت ملامحه حين داسته أقدامك
و لقى حتفه حين إنتزع من أيامك
هل تذكر يوم وداعه
حين نزف دماً من أوجاعه
و تذلل لعينيك طالباً إرجاعه
جاءك طائراً لحضنك يشتاق
باحثاً عنك في العيون حتى يلقاك
و عندما وجدك وجد الفراق
قد شعر بك منه تقترب
فقال لنفسه لم أعد ذاك المغترب
ها حبيبي و فيه أنسى أن أضطرب
رأى عينيك من بعيد
و أبى حيائه أن يفعل ما يريد
فلم يرتمي بين ذراعيك بحب أكيد
قال: حبيبي و بين أحضانه لا يحتويني ؟
لا يهم فقرب أنفاسه من أنفاسي يكفيني
و لمسات يده ليدي المحرومة منه تحييني
و عندما جئت و بين كفيك إحتضنته
لم يشعر إلا بك و قد صفعته
فسقط بين أقدام كثيرة تركته
نظر إليك مستعطفاً فلم ترحم
سالت دموع من عينيه و لا أحد يفهم
تمنى أن يفتحهما و يدرك أنه كان يحلم
لكنه أبداً لم يكن حلماً
بل من حبيبه قد ذاق ظلماً
فقام ململماً جراحاً و ألماً
و مضى في طريقه وحيداً
عاد قلباً جريحاً شريداً
وحدة و ظلماً عذاباً شديداً
كم تمنى لو أنه نظر إلى الوراء
ليرى حبيباً في أخر لقاء
لكن قدميه قد فاقت أي عدّاء
أراد أن يختفي من هذا المسرح
فالناس بدأت في عينيه تلمح
دموعاً رغماً عنه سالت لتجرح
وجنتين كم حلما بقبلة الحبيب
و فاقا على ذاك الألم الرهيب
آه يا قلبي أنا كم أنت عجيب
أبعد كل هذا ما زلت تهواه
رافضاً كل حججي لتنساه
تعاديني أنا من أجل عيناه
كم تمنيت كثيراً أن يعود
و يضع لحيرتك و دموعك حدود
تصفو سمائك من بروق و رعود
يضمك لتذوب في أحضانه
كم إشتقت للمسة حنانه
فإنك أبداً لم تجد ما يملأ مكانه
خدعتني يا قلبي و أنت الصادق
ما زلت فيه المتيم العاشق
و في خضم حبه أنت غارق
لمن أشكوك يا قلبي و لمن أشكوه
تائه أنا بين إثنين قد ملكوه
قلب و حبيب و بينهما قد هلكوه